التهاب الفقرات القطنية؛ الأسباب، والعلاج
التهاب الفقرات القطنية هو مشكلة شائعة في العمود الفقري تصيب الفقرات القطنية (الفقرات الخمسة التي تشكل أسفل الظهر). وهي إصابة منتشرة في كبار السن، ولكن التهاب المفاصل القطني أيضا يصيب صغار السن من أصحاب الأعمال الثقيلة، والمصابين بالسمنة.
ما هو التهاب الفقرات القطنية؟
التهاب الفقرات القطنية غالبا لا يكون حالة مرضية في حد ذاته، بل هي أحد أعراض التهاب المفاصل العامة والتي تؤثر على العمود الفقري. فعلى سبيل المثال هشاشة العظام هي السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل. وعندما يصيب التهاب المفاصل أسفل الظهر، يُعرف هذا باسم التهاب الفقرات القطنية.
أما الفقرات القطنية فهي خمس فقرات بنهاية العمود الفقري والتى تشكل أسفل الظهر، وتقع فوق الحوض مباشرةً.
أسباب التهاب الفقرات القطنية؟
عادة ما يحدث ألم التهاب المفاصل القطنية نتيجة لما يلي:
هشاشة العظام
يرتبط التهاب الفقرات القطنية بشكل أساسي بهشاشة العظام. حيث ومع الوقت، يتآكل الغضروف الذي يسند المفاصل الوجيهية، وهي المفاصل الموجودة على جانبي الفقرة. ومكان التقاء الفقرتين معًا.
يؤدي تلاشي الغضروف إلى طحن العظام في العمود الفقري ودفع بعضها البعض عند الحركة. وينتج عن ذلك التهاب المفصل مما يسبب الألم.
يمكن أن تؤدي العوامل الخارجية مثل درجة حرارة الجسم والسمنة وسوء التغذية إلى تفاقم الالتهاب.
التهاب المفاصل الصدفية
سبب شائع آخر لالتهاب الفقرات القطنية والعجزية هو التهاب المفاصل الصدفي.
حيث يؤثر هذا النوع من التهاب المفاصل فقط على الأشخاص المصابين بالصدفية. “الصدفية هي أحد أمراض المناعة الذاتية التي تسبب بقع بارزة ومثيرة للحكة من الجلد الملتهب”.
يعاني حوالي 20 في المائة من المصابين بالتهاب المفاصل الصدفي من ألم في أسفل الظهر. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي فرط النمو العظمي إلى اندماج الفقرات معاًَ في الظهر، مما يؤدي إلى فقدان نطاق الحركة وخلق إحساس دائم بالصلابة.
التهاب المفاصل التفاعلي أو المعوي
يرتبط كل من التهاب المفاصل التفاعلي والتهاب المفاصل المعوي بأعراض التهاب الفقرات القطنية.
يحدث التهاب المفاصل التفاعلي بسبب عدوى في الجسم غالباً ما تكون عدوى بكتيرية، مثل الكلاميديا أو السالمونيلا. وعادةً ما يرتبط التهاب المفاصل المعوي بمرض التهاب الأمعاء، مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.
أعراض التهاب المفاصل القطني
عندما تصبح مفاصل العمود الفقري القطنية ملتهبة، يمكن أن تصبح الحركات في أسفل الظهر مؤلمة وقاسية. كما أن الحالة تميل إلى التقدم وتزداد سوءًا بمرور الوقت.
وتشمل أعراض التهاب الفقرات القطنية ما يلي:
- ألم مزمن أو طويل الأمد في عظام العمود الفقري السفلي.
- تيبس المنطقة السفلية من الظهر خاصة في الصباح وترخي تدريجيًا على مدار اليوم.
- الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يسبب عدم الراحة.
- يمكن أن تتطور النتوءات العظمية وتضغط مباشرة على جذور الأعصاب. هذا يمكن أن يسبب اعتلال الجذور القطنية، الذي يشار إليه عادة باسم عرق النسا.
- يتميز عرق النسا بألم حاد ينبع من أسفل الظهر أو الأرداف وينتقل إلى أسفل الساق أو الفخذ الداخلي.
- ضعف وتشنج العضلات.
- انخفاض نطاق الحركة.
- إحساس غير مريح بالوخز كالإبر (اعتلال الأعصاب المحيطية).
تشخيص التهاب الفقرات القطنية
لمعرفة سبب آلام فقرات الظهر السفلية، ولتحديد ما إذا كان الألم ناتجاً عن التهاب المفاصل؛ سيُجري الطبيب فحصًا سريرياً، وقد يوصي بإجراء بعض فحوصات التصوير، مثل:
- الأشعة السينية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- دراسات كثافة العظام.
يتم استخدام الأشعة السينية للبحث عن تلف العظام، والنتوءات العظمية ، وفقدان الغضروف أو القرص الفقري. بينما يتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتشخيص تلف الغضروف المبكر لأنه أكثر قدرة على تصور الأنسجة الرخوة.
قد تساعد بعض الاختبارات الأخرى وفحوصات الدم في التشخيص أو استبعاد بعض مسببات الألم الأخرى مثل، هشاشة العظام، سرطان البروستاتا أو سرطان الثدي.
علاج التهاب الفقرات القطنية
تتضمن خطة العلاج النموذجية لألم التهاب المفاصل أسفل الظهر واحدًا أو أكثر مما يلي:
الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية
العقاقيرالمضادة للالتهابات هي الأدوية الأكثر شيوعًا التي يتم وصفها لعلاج آلام الظهر الناتجة عن التهاب المفاصل. يمكن أن تساعد هذه الأدوية في تخفيف الألم والالتهاب.
تغييرات نمط الحياة والعلاجات البديلة
يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة في تخفيف الضغط على العمود الفقري وتحسين الوضع العام.
وتشمل هذه التغييرات:
- خسارة الوزن.
- تناول الأطعمة التي تقلل الالتهاب.
- الإقلاع عن التدخين.
يمكن أيضاً المتابعة مع معالج فيزيائي للمساعدة في أداء تمارين محددة قد تستعيد نطاق الحركة المفقود في أسفل الظهر.
يمكن أيضًا علاج الألم الناتج عن التهاب الفقرات القطنية عن طريق الطب البديل أو التكميلي، خاصة في المراحل المبكرة. حيث يمكن أن يساعد الوخز بالإبر والعلاج بتقويم العمود الفقري في تخفيف تلك الآلام.
الجراحة والأدوية المقررة بوصفة طبية
إذا كانت الأدوية الشائعة التي لا تستلزم وصفة طبية لا تخفف الأعراض، فقد يوصي طبيبك بعلاج اكثر قوة أو مرخيات العضلات.
أيضاً سيوصي الطبيب بالجراحة فقط كحل أخير، وعادة ما تكون مطلوبة فقط في الحالات التي تلتحم فيها العظام معًا أو عندما يكون الألم شديدًا بحيث يمنع الحركة تماماً.
كيفية الوقاية من التهاب الفقرات القطنية
يمكن أن يساهم العمر وتاريخ العائلة والجنس في تطور التهاب المفاصل. وعلى الرغم من أن هذه العوامل خارجة عن إرادتك ، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للحد من إصابتك بالتهاب الفقرات.
يمكن أن يساعد نفس النمط من الاحتياطات المتخذة لصحة الظهر العامة في منع تطور التهاب المفاصل القطني أو تفاقمه.
وتشمل هذه الاحتياطات ما يلي:
- تقليل مخاطر الإصابة برفع الأشياء الثقيلة بشكل صحيح. تأكد من رفعها بركبتيك وليس بظهرك.
- ممارسة الرياضة بانتظام. يمكن أن تؤدي تمارين الإطالة واليوجا والسباحة إلى تخفيف الضغط على الظهر.
- الحفاظ على وزن معتدل.
- تناول نظام غذائي صحي.
- ارتداء أحذية مناسبة، لأن بعض الأحذية يمكن أن تتسبب في مشاكل طويلة الأمد.
- الإقلاع عن التدخين.
يعد التهاب الفقرات القطنية مزمنًا، مثلة مثل باقي التهابات المفاصل الأخرى، مما يعني أنه سيستمر في التكرار طوال حياتك. ومع ذلك، يمكن السيطرة على التهاب المفاصل من خلال مجموعة من التغييرات في نمط الحياة الدوائية بحسب نوع الاصابة وشدة الأعراض. تابع مع الطبيب المختص لتحديد أفضل خطة علاج.