اضطرابات الغدة النخامية؛ الأسباب، والأعراض، والعلاج
الغدة النخامية هي غدة بحجم حبة البازلاء في قاعدة الجمجمة، وهي غدة متحكمة في عدد كبير من الهرمونات. لذلك فيمكن أن تسبب الإصابات بها إلى اضطرابات في الغدة النخامية ومن ثم خلل في وظائف الأعضاء المتحكمة فيها.
ما هي الغدة النخامية؟
تقع الغدة النخامية في المخ وهي غدة صماء، أي أنها تنتج مواد كيميائية تسمى الهرمونات، وهي نواقل كيميائية تساعد أعضاء الجسم المختلفة على التواصل مع بعضها البعض.
تساعد الغدة النخامية على التحكم في وظائف الجسم عن طريق إفراز الهرمونات في مجرى الدم، ثم يتم نقل هذه الهرمونات عبر الدم إلى هدفها. عادة ما تكون هذه الهرمونات سبباً في إطلاق هرمون ثانوي (أخر).
تعتبر الغدة النخامية “الغدة الصماء الرئيسية” لأنها تنتج وتطلق عددًا من الهرمونات التي تتحكم في الغدد الأخرى في الجسم لتنظيم العديد من الوظائف البيولوجية. تشمل هذه الهرمونات:
- هرمون قشر الكظر (ACTH): يحفز الغدة الكظرية لإنتاج هرمون الكورتيزول المطلوب للاستجابة للتوتر.
- الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH): ينظم توازن الماء في الجسم.
- هرمون النمو (GH): ينظم النمو.
- الهرمون المنبه للجريب (FSH): ينظم إنتاج البويضة والحيوانات المنوية.
- الهرمون الملوتن (LH): يحفز إفراز هرمون الاستروجين عند النساء وهرمون التستوستيرون عند الرجال.
- البرولاكتين: يحفز إنتاج حليب الثدي بعد الحمل.
- هرمون الغدة الدرقية (TSH): يحفز الغدة الدرقية لإنتاج هرمون الغدة الدرقية الضروري لتنظيم التمثيل الغذائي ودرجة الحرارة ووظائف الجسم الأخرى.
اضطرابات الغدة النخامية الشائعة
بسبب موقعها ودورها في تنظيم الهرمونات داخل الجسم، فإن أي خلل في الغدة النخامية يمكن أن يترافق مع مجموعة واسعة من الأعراض والاضطرابات. على سبيل المثال:
إذا نمت الغدة النخامية في الحجم، فقد يتسبب ذلك في الضغط على العصب البصري، وهو مجموعة من الألياف العصبية التي تنقل المعلومات من العين إلى المخ، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الرؤية أو الصداع.
أورام الغدة النخامية هي واحدة من أكثر الاضطرابات التي تصيب الغدة النخامية شيوعًا. في حين أن جميع هذه الأورام حميدة تقريبًا (غير سرطانية)، إلا أنها لا تزال تؤدي إلى تشوهات هرمونية، مما يؤدي إلى زيادة أو انخفاض إنتاج الهرمونات والتأثير على الصحة العامة.
تُعرف أورام الغدة النخامية الكبيرة – التي يبلغ قياسها حوالي سنتيمتر واحد (أقل بقليل من نصف بوصة) أو أكبر – باسم الأورام الغدية الكبيرة وبسبب حجمها يمكن أن تضغط على أجزاء الغدة النخامية المجاورة.
كما تسمى الأورام الأصغر حجمًا بالأورام الغدية الدقيقة.
لا تظهر أعراض على جميع الأورام، ولكن بمجرد اكتشافها، من المهم أن يخضع المريض لتقييم شامل من قبل فريق من الخبراء لمنع الحالة من التدهور.
تتضمن قائمة اضطرابات الغدة النخامية الأكثر شيوعًا ما يلي:
- أورام الغدة النخامية التي تؤدي إلى فرط إفراز الهرمونات.
- ورم برولاكتيني.
- داء كوشينغ.
- ضخامة الأطراف.
- أورام الغدة النخامية غير الوظيفية.
- سكتة الغدة النخامية.
- كيسات الغدة النخامية، بما في ذلك كيسات راثكي المشقوقة.
- الأورام القحفية البلعومية.
- متلازمة سيلا الفارغة.
- نقص هرمون الغدة النخامية وقصور الغدة النخامية.
- مرض السكري الكاذب.
- التهاب الغدة النخامية.
- متلازمة شيهان.
اعراض اضطرابات الغدة النخامية
لا تسبب جميع أورام الغدة النخامية أعراضًا. يمكن التعرف عليها بالصدفة في اختبارات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية التي يتم إجراؤها لأسباب أخرى. يمكن أن يعاني المرضى المصابون باضطرابات الغدة النخامية من أعراض متغيرة تبعًا لسبب الاضطراب.
الأعراض المتعلقة بضغط الورم
قد تشمل علامات وأعراض الضغط الناتج عن ورم الغدة النخامية ما يلي:
- صداع الرأس.
- تدهورالبصر، وخاصة فقدان الرؤية الجانبية.
الأعراض المتعلقة بتغيرات مستوى الهرمون
نقص إفراز الهرمونات
يمكن أن تسبب الأورام الكبيرة نقصًا هرمونيًا. تشمل العلامات والأعراض ما يلي:
- استفراغ و غثيان.
- ضعف عام.
- الشعور بالبرد.
- فترات حيض أقل تواترا أو منعدمة.
- العجز الجنسي.
- زيادة كمية البول.
- فقدان أو زيادة الوزن بشكل غير مقصود.
زيادة إفراز الهرمونات
تؤدي أورام الغدة النخامية النشطة إلى زيادة إنتاج الهرمونات. تتسبب الأنواع المختلفة من الأورام التي تعمل في الغدة النخامية في ظهور علامات وأعراض محددة، وفي بعض الأحيان مزيج من الاثنين معًا.
أورام تفرز هرمون قشر الكظر (ACTH)
تنتج أورام الهرمون الموجه لقشر الكظر هرمون قشر الكظر، الذي يحفز الغدد الكظرية على إنتاج هرمون الكورتيزول. تحدث متلازمة كوشينغ بسبب إفراز الغدد الكظرية للكورتيزول الزائد.
تشمل العلامات والأعراض المحتملة لمتلازمة كوشينغ ما يلي:
- تراكم الدهون حول منطقة الوسط وأعلى الظهر.
- استدارة الوجه المبالغ فيها.
- ترقق الذراعين والساقين مع ضعف العضلات.
- ضغط دم مرتفع.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- حب الشباب.
- ضعف العظام
- كدمات.
- علامات التمدد.
- القلق أو الانفعال أو الاكتئاب.
أورام تفرز هرمون النمو (قبل ال 18 عام يسبب مرض العملاقة)
تنتج هذه الأورام هرمون النمو الزائد (ضخامة الأطراف)، والذي يمكن أن يسبب:
- ملامح الوجه الخشنة..
- تضخم اليدين والقدمين
- التعرق الزائد.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- مشاكل قلبية.
- الم المفاصل.
- أسنان منحرفة.
- زيادة شعر الجسم.
أورام إفراز البرولاكتين
يمكن للإفراط في إنتاج البرولاكتين من ورم في الغدة النخامية (ورم برولاكتيني) أن يسبب انخفاضًا في المستويات الطبيعية للهرمونات الجنسية – الإستروجين عند النساء و التستوستيرون عند الرجال. فرط برولاكتين الدم له تأثيرات مختلفة على الرجال والنساء.
في النساء، قد يسبب الورم البرولاكتيني ما يلي:
- فترات الحيض غير المنتظمة.
- قلة الدورة الشهرية.
- إفرازات حليبيّة من الثديين.
في الرجال، قد يسبب الورم المنتج للبرولاكتين قصور الغدد التناسلية الذكرية. يمكن أن تشمل العلامات والأعراض ما يلي:
- الضعف الجنسي لدى الرجال.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
- فقدان الدافع الجنسي.
- نمو الثدي.
أورام الغدة الدرقية التي تفرز الهرمون
عندما يفرز ورم الغدة النخامية إنتاجًا مفرطًا للهرمون المنبه للغدة الدرقية، فإن الغدة الدرقية تفرز الكثير من هرمون التيروكسين.
يمكن أن يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى تسريع عملية التمثيل الغذائي في الجسم، مما يتسبب في:
- فقدان الوزن.
- سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها.
- العصبية أو التهيج.
- كثرة التبرز.
- التعرق المفرط.
تشخيص اضطرابات الغدة النخامية
يمكن تأكيد تشخيص اضطرابات الغدة بمساعدة الاختبارات التالية:
- اختبارات الدم والبول: لتحديد ما إذا كان هناك إفراط أو نقص في إنتاج الهرمونات.
- تصوير المخ: يمكن أن يساعد الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ في البحث عن تشوهات الغدة النخامية، وفي تحديد الأورام أو الخراجات وحجمها، وموقعها.
- اختبار الرؤية لمعرفة ما إذا كان الورم قد تسبب في مشكلة في البصر
- الفحص العصبي: مجموعة من الأسئلة والأجوبة للتحقق من الحالة العقلية للشخص وعمل المخ المناسب الذي يتحكم في الحركة والتنسيق.
علاج اضطرابات الغدة النخامية
تعتمد آلية العلاج على سبب الاضطراب. فإذا كان هناك نقص في الهرمون، فقد يحتاج ذلك إلى تعويض لك بالهرمونات الخارجية.
أما إذا تم اكتشاف وجود ورم كسبب للمشاكل، فقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية في الغدة النخامية.
إذا كان هناك ورم سرطاني في الغدة النخامية، فقد تكون هناك حاجة إلى العلاج الإشعاعي بعد الجراحة. إضافة إلى استبدال الهرمونات مدى الحياة بعد أي علاج.
كيف يتم علاج أورام الغدة النخامية؟
يعتمد اختيار علاج ورم الغدة النخامية على العوامل التالية:
- نوع الورم وحجمه.
- إذا كان الورم يصنع الهرمونات.
- إذا كان الورم يعيق الرؤية أو يرتبط بعلامات أو أعراض أخرى.
- إذا كان الورم موضعيًا أو انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- إذا حدث الورم لأول مرة أو تكرر.
- العجز الجنسي.
- بالنسبة للنساء عدم القدرة علي الحمل.
- الصحة العامة للمريض.
يتكون فريق العلاج عادة من جراح المخ والأعصاب، واختصاصي الغدد الصماء واختصاصي علاج الأورام بالإشعاع.
- الجراحة: الجراحة مطلوبة عندما يضغط الورم على العصب البصري أو يؤدي إلى فرط إفراز الهرمونات. يتضمن أسلوب التنظير إزالة الورم من خلال الأنف دون إجراء شق. يتم ذلك عادةً عندما يكون الورم صغير الحجم ولا يتأثر به أي جزء آخر من المخ. يستخدم الأسلوب عبر الجمجمة لإزالة الأورام الكبيرة عن طريق عمل شق في فروة الرأس.
- العلاج الإشعاعي: تستخدم هذه التقنية إشعاعًا عالي الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية. يمكن استخدامه بمفرده أو بالاشتراك مع الجراحة. ويعتبر هذا العلاج نادر لكون الاورام النخامية حميدة في اغلب الاوقات.
- الأدوية: تساعد في الحد من زيادة إنتاج الهرمونات وتقليص أنواع معينة من أورام الغدة النخامية. حيث يتم العلاج بالهرمونات البديلة في المرضى الذين يعانون من نقص إنتاج الهرمونات بعد الجراحة.
- الانتظار اليقظ: لا تظهر على العديد من المرضى أي أعراض ويعملون بشكل طبيعي دون أي علاج. في مثل هذه الحالات، يُنصح المرضى بإجراء فحوصات منتظمة فقط لمراقبة نمو الورم.
إذا ظهرت عليك علامات وأعراض تشير إلى اضطرابات الغدة النخامية ، فاستشر طبيبك. فغالبًا ما يمكن العلاج وإعادة مستويات الهرمونات إلى وضعها الطبيعي وتخفيف العلامات والأعراض أمراً سهلاً في بداية ومع التشخيص السليم.