يُعرّف التصلب المتعدد (ويعرف أيضاً بإسم التصلب المنتثر) بكونه مرض التهابي مناعي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي للجسم، بحيث أنه يؤثر بشكل خاص على المخ والحبل الشوكي، فيما يُبقي الأعصاب والعضلات خارج النخاع الشوكي صحية وسليمة.

فحسب إحدى مقالات مجموعة مايو كلينيك الطبية، يقوم هذا المرض بمهاجمة الجهاز المناعي وإتلاف المادة الذهنية (المايلين – myelin sheath) المحيطة بالألياف العصبية، مُحدِثاً بذلك مشاكل واختلالات في الإتصال بين المخ وبقية أعصاب الجسم.
يبلغ عدد المصابين بهذا المرض من حول العالم ما يقارب 2.5 مليون شخص، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات في النساء بأكثر من الضّعف عن عدد الإصابات في الرجال.

  • فما هي أعراض هذا المرض؟
  • وما هي مسبباته؟
  • وكيف يتم تشخيصه وهل ثمة علاج فعّال وشاف له؟

الـمــحـتويــــات

  1. البوادر والأعراض
  2. مسبّبات مرض التصلب المتعدد
  3. كيف يتم تشخيص مرض التصلب المتعدد؟
  4. هل ثمة علاج لهذا المرض؟

التصلب المتعدد :البوادر والأعراض

تختلف وتتنوع بوادر وأعراض مرض التصلب المتعدد من شخص لآخر باختلاف موقع ومكان الألياف العصبية المصابة، وتتمثل بعض أعراض هذا المرض في ما يلي:

  • انعدام الإحساس والشعور بأحد الأطراف أو أكثر وكأنها مخدرة، وفي الغالب ما يحدث هذا التخدير والتنميل في جهة واحدة من الجسم أو في القسم السفلي منه.
  • صعوبة فى التوازن و تنسيق الحركة
  • اضطراب الرؤية الذي يمكن أن يحصل بفقدان كلي أو جزئي للنظر في إحدى العينين (من أكثر البوادر شيوعا)، وغالباً ما تكون العين المصابة مصحوبة بشعور بالألم أثناء تحريكها.
  • الشعور المتواصل بالإرهاق، الدوخة، التعب، إلخ.
  • شلل جزئى أو نصفى أو رباعى فى الجسم.

من الممكن أن تظهر هذه الأعراض عند معظم المصابين بهذا المرض بشكل تدريجي، ومن ثمة تبدأ بالتطور والتفاقم، وغالباً ما يحدث ذلك عند ارتفاع درجة حرارة الجسم؛ مع ذلك لا يعتبر هذا الارتفاع انتكاسة فعليّة للمرض.

مسببات مرض التصلب المتعدد

يعرف هذا المرض أيضاً بإسم مرض MS ويعدّ من أحد أمراض المناعة الذاتية التي يقوم فيها الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة أنسجته بنفسه، مدمراً بذلك المادة الدهنية (المايلين) التي تحيط بالألياف العصبية في المخ والحبل الشوكى وتغطيها وتحميها. ويؤدي تلف طبقة المايلين هذه إلى بطء وصول الرسائل العصبية التي تتنقل عبر هذه الألياف العصبية أو قد توقف إيصالها بشكل مطلق.

ولحد الآن، لم يتوصل الأطباء والباحثون إلى السبب الأول والأساس لإصابة بعض الأشخاص بهذا المرض دون آخرين، إلا أن هناك تركيبة من الأسباب و العوامل المسؤولة عن هذا الأمر، وهي كالتالي:

  • العامل الجنسي: يرجح الأطباء والباحثين أن احتمال إصابة النساء بهذا المرض مرتفع بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات من احتمالية إصابته لدى الرجال.
  • العامل الوراثي: تزيد احتمالية الإصابة بهذا المرض عند وجود أفراد من العائلة مصابين أو قد أصيبوا به من قبل.
  • عامل العمر: يرجح الأطباء والباحثين الإصابة بهذا المرض في أي مرحلة عمرية، إلا أنه في الغالب ما يبدأ بالظهور والتطور بشكل عام بالقرب من سن ال20.
  • أمراض المناعة الذاتية: يمكن للشخص الذي يعاني مسبقاً من مشاكل واضطرابات مناعية ذاتية، كداء السكري، فقر الدم، الغدة الدرقية، وغيرها، أن تزداد -نوعاً ما وبشكل طفيف- فرصة إصابته بمرض التصلب المتعدد.

اقرأ ايضاً: أسباب الدوخة الخفيفة المتكررة

كيف يتم تشخيص مرض التصلب المتعدد؟

حسب مجموعة مايو كلينيك الطبية، لا توجد هناك فحوصات طبية محددة من شأنها تشخيص هذا المرض العصبي؛ إلا أن التشخيص يعتمد في الغالب على استبعاد ونفي تواجد أمراض أخرى التي لها الأعراض نفسها لهذا المرض. ويمكن للطبيب تشخيص هذا المرض بناءًا على نتائج الفحوصات التالي:

  1. اختبارات الدم: تساعد إختبارات الدم في استبعاد الإصابة بأمراض أخرى غير هذا المرض العصبي التي لها أعراض وعلامات مشابهة له.
  2. البزل القطني: يقوم الطبيب أو الممرضة باستخراج عينة صغيرة من السائل النخاعي الموجود بالقناة الشوكية للعمود الفقري من أجل إجراء تحليل مختبري لها. بحيث يمكن لنتائج هذا الفحص أن تُظهر تغيرات أو اختلالات لها صلة بهذا المرض العصبي. وإلى جانب هذا، يمكن لهذا الفحص أن يستبعد إصابة الشخص بأمراض والتهابات أخرى ذات أعراض مماثلة لمرض التصلب المتعدد.
  3. التصوير بالرنين الميغناطيسي: يمكّن هذا الفحص من الكشف عن مناطق الآفات المتضررة في كل من المخ والحبل النخاعي، بحيث يتم استخدام حقل ميغناطيسي عالي الشحن بهدف تشكيل صورة مفصلة للأعضاء الداخلية التي من شأنها الكشف عن أضرار العمود الفقري والمخ تدل على تلف وفقدان طبقة المايلين.
    تشخيص مرض التصلب المتعدد
    تشخيص مرض التصلب المتعدد بالتصوير بالرنين الميغناطيسي
  4. فحص النبضات العصبية: يقوم هذا الفحص على تسجيل الاشارات الكهربائية التي ينتجها الجهاز العصبي الخاص بالشخص المصاب استجابة للمحفزات والمنبهات سواءًا البصرية أو الكهربائية للساقين أو الذراعين.

اقرأ ايضاً: اسباب النسيان وعدم التركيز

التصلب المتعدد… هل ثمة علاج لهذا المرض؟

أقرّ العديد من الأطباء والباحثين بأنه لم يتم التوصل لحدّ الآن إلى علاج فعّال وشاف لهذا المرض بشكل كلّي لأن أسبابه في الأساس لازالت مجهولة؛ إلا أن علاج هذا المرض يركز عادةً على التحكم والسيطرة على الأعراض وكذا على معالجة رد الفعل المناعي الذاتي. إلى جانب هذا، هناك فئة من المرضى الذين تكون لديهم الأعراض طفيفة جداً تكاد لا تستلزم ولا تحتاج إلى أي علاج على الإطلاق.

في السطور الآتية بعض العلاجات التي تساعد على إيقاف والحدّ من تفاقم هذا المرض:

  • العلاج بالأدوية: يعتبر دواء الكورتيزون من أكثر الأدوية انتشارًا وعلاجاً لمرض التصلب المتعدد، حيث يوصف هذا الدواء لمحاصرة وتقليل إلتهاب الأعصاب الذي يشتدّ عادةً عند النوبات.
  • العلاجات المعدّلة للمرض: تهدف هذه العلاجات إلى إبطاء وتقليص حدّة تفاقم المرض وخفض عدد انتكاساته السنوية، وهذه العلاجات عبارة عن حقن أو عقاقير يتم أخذها لمدة طويلة وبشكل مستمر.
  • العلاج الطبيعي: يمكن للعلاج الطبيعي أن يساعد المصاب بهذا المرض في علاج ضعف الساقين واضطرابات المشي، وذلك باستخدام وسائل مساعدة على الحركة، بحيث يقوم الطبيب المختص في العلاج الطبيعي بعمل تمرينات للتقوية والإطالة، كما يقوم بتعليم المصاب كيفية استخدام الأجهزة لتسهيل أداء مهامه اليومية.
  • وصف أدوية أخرى: يمكن للطبيب أن يصف للمريض أدوية أخرى كمضادات الإكتئاب، ومضادات الألم والأرق، والخلل الوظيفي الجنسي، ومشاكل التحكم في المثانة أو الأمعاء المرتبطة بهذا المرض.

يوجد الان دواء فى طور حديث لاستخدامه فى علاج التصلب المتعدد و ترجح الشركة المصنعة انه يقضى على المرض فى خلال سنتين.

اخر معلومات عن مرض التصلب المتعدد

إن مرض التصلب المتعدد (MS) عبارة عن مرض من الأمراض المناعية المزمنة التي تقوم بمهاجمة طبقة المايلين التي تقي الألياف العصبية المحيطة بخلايا الجهاز العصبي المركزي من التلف. بحيث يمكن لهذا المرض أن يستمر مدى الحياة مسبّباً إعاقات تؤثر بشكل خاص على المخ والحبل الشوكي.
لحدّ الآن، لاتزال الدراسات والأبحاث العلمية الطبية قائمة من أجل إيجاد علاج فعّال وشافٍ لهذا المرض بشكل كلّي؛ ولكن، على الشخص إن لاحظ أعراض هذا المرض عليه أن يسرع في استشارة الطبيب المختص في الجهاز العصبي والأمراض العصبية في وقت مبكر من أجل الحدّ من تفاقم حدّة المرض، وبالتالي بداية العلاج في وقت مبكر.

المراجع

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/multiple-sclerosis/symptoms-causes/syc-20350269

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed