الشلل الرعاش.. تعرفوا هذا المرض العصبي الذي يعيق حركة الجسم

الشلل الرعاش
الشلل الرعاش

يُطلق مصطلح الشلل الرعاش (يسمّى كذلك بمرض الباركنسون) على مرض من أمراض الجهاز العصبي، بحيث يُحدث هذا المرض خلل وتلف في الأعصاب الذي يبدأ مع المُصاب به من الخلايا العصبية المتواجدة بالمخ. وهذا المرض عبارة عن ناتج النقص في إنتاج مادة الدوبامين وعدم اتزان مع مادة الاسيتيل كولين، وبالتالي حدوث الشلل الذي يؤثر بشكل أساسي على القدرة الحركية للجسم.

يعتبر هذا المرض من الأمراض الشائعة لدى كبار السن، بحيث تزداد نسبة الإصابة به في المراحل المتقدمة من عمر الإنسان، و لكن فى بعض الحالات النادرة يصاب بها الشباب فوق سن ال30. ويشار أنه لحدّ الآن لا يوجد سبب واضح ورئيسي الذي يؤدي للإصابة بهذا المرض وتلف هذه المادة؛ إلا أنه يرجح السبب في الغالب إلى العامل الوراثي والجيني أو إلى العامل البيئي. فما أسباب هذا المرض وأعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه ومعالجته؟ وهل له مضاعفات؟

أسباب الشلل الرعاش

أعربت مجموعة مايو كلينيك الطبية أنه لحدّ الآن لم يتم الكشف عن أسباب الشلل الرعاش الرئيسية والأساسية التي تؤدي للإصابة بهذا المرض، إلا أنها ترجح العوامل والأسباب التالية من احتمال الإصابة بهذا المرض:

  • ما بعد نزيف، ورم، أو جلطات فى المخ.
  • ضمور فى الخلايا العصبية فى المخ ببطء التى تنتج مادة الدوبامين في المخ، والذي يتسبّب بذلك في انخفاضه في المخ وبالتالي حدوث تغير في نشاط المخ.
  • التعرض لعوامل بيئية من مواد سامة مُحدَّدة من قبيل المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب وغيرها.
  • الإصابة بالتهابات فيروسية التي يحتمل أن تلمس الجهاز العصبي.
  • حدوث تلف في الخلايا العصبية المسؤولة عن التحكم الإرادي في عمل الجهاز العصبي وكذا عن ضبط معدل ضغط الدم.
  • التعرض من قبل لإصابات على مستوى الرأس (حادث سير، الملاكمة المحترفة، إلخ).
  • وجود المرض في تاريخ العائلة الجيني الوراثي؛ أي الإصابة به من قِبل أحد أفراد العائلة من قبل.
  • أخذ بعض الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى إحتمالية الإصابة بهذا المرض لما تسببه من نقص في كمية الدوبامين مثل أدوية انفصام الشخصية.

أعراض مرض الشلل الرعاش

إن الإصابة بمرض الشلل الرعاش تُظهر بعض العلامات والدلالات على المصاب مبكراً قبل تأكيد الإصابة، وتشمل هذه العلامات والأعراض التالي:

  • الرجفة والرعشة: تتمثل الرجفة في كونها أولى الأعراض الشائعة لهذا المرض، بحيث تبدأ في الغالب في أحد جانبي الجسم، وعادة ما تقتصر هذه الرجفة على أحد أعضاء الجسم من قبيل اليد أو القدم، ثم ينتشر بعدها في مناطق الجسم الأخرى جرّاء تفاقم المرض نتيجة الإجهاد.
  • وجود تغيرات في الكتابة: يمكن للتغيير المفاجئ في حجم خط الكتابة أن يُندر بالإصابة بهذا المرض، بحيث يفقد المصاب قدرته على السيطرة على حركة جسمه بسبب التغيرات التي يشهدها المخ، مما يستصعب أداء المهام الألية البسيطة، وغالباً ما يتميز الخط الذي ينتجه المصاب بأحرف ذات حجم أصغر من المعتاد، إلى جانب صِغر المسافة بين الكلمة والتي تليها.
  • حدوث اضطراب في الحركة: تعتبر اضطرابات الحركة من أهم الأعراض التي تظهر على المصابين بهذا المرض ، بحيث يشعر المريض بحالة معيّنة من تيبُّس الأطراف أو تصلّب عضلي التي يؤدي إلى بطء شديد فى الحركة.
  • حدوث تغيرات في وضعية الجسد: يمكن للتغيير في وضعية الجسم (وضع منحنى) أثناء الوقوف أن تُندر بالإصابة بمرض الشلل الرعاش، بحيث يفقد المصاب في هذه الحالة قدرته على تنسيق حركات جسمه، إلى جانب حدوث خلل في التوازن الذي يتطور ويزداد سوءًا بشكل تدريجي مع مرور الوقت؛ إلا أنه في الغالب ما يستعيد المصاب استقامة قامته حال تعافيه.

الشلل الرعاش: كيف يتم تشخيص هذا المرض العصبي؟

لم يتم التوصل لحدّ الآن إلى طريقة محددة من شأنها تشخيص الإصابة بهذا المرض وتأكيدها، وخاصة في مراحله الأولى. إلا أن هناك بعض الإختبارات والفحوصات التي تُجرى للمصاب والتي من شأنها استبعاد احتمالات الإصابة بأمراض أخرى التي لها الأعرض المماثلة لهذا المرض، ومن بين هذه الفحوصات التصوير المقطعي المُحوسَب والتصوير بالرنين المغناطيسي.

من الممكن كذلك إجراء استبيان للمريض من خلال سؤاله عن الأعراض التي يعاني منها وجمع معلومات مفصلة عن تاريخه العصبي، كما يمكن أن يحتاج الطبيب إلى مراقبة المريض لفترة معينة من أجل التعرف على علامات وأعراض هذا المرض.

طرق علاج الشلل الرعاش

هناك عدة طرق التي يمكن من خلالها علاج مرض الشلل الرعاش، ويتم اختيار طريقة العلاج المناسبة لكل مريض حسب طبيعته، وفي الآتي بعض طرق العلاج المتوفرة:

طرق العلاج

  • العلاج بالأدوية: هناك تشكيلة متنوعة من الأدوية التي من شأنها علاج أعراض هذا المرض، إذ يعتبر دواء ليفودوبا من العقاقير الأكثر فعالية في علاج أعراض هذا المرض، بحيث تستطيع الخلايا العصبية الإستفادة من هذا الدواء من أجل صنع مادة الدوبامين التي تعوّض النقص الموجود في المخ.
  • العلاج الجراحي: يتم النظر في العلاج الجراحي بصفة عامة في حالة ما لم تكن هناك إستجابة للأدوية، وهناك حالياً خيارات جراحية عديدة آمنة وفعالة؛فى أغلب الحالات يتم عمل تردد حرارى لتدمير نوع خلايا المسؤلة عن عدم الاتزان فى مادة الدوبامين فى المخ أو يتم عمل زراعة لمسارات كهربائية بداخل جزء معين من المخ التي بدورها تقوم بإرسال نبضات كهربائية إلى المخ وكذا التخفيف من أعراض هذا المرض، وتسمى هذه العملية بـ “عملية تحفيز المخ”. وتساعد هذه العملية على خفض إمكانية اللجوء إلى الأدوية الأخرى، إلى جانب التخفيف من حدة الحركات اللاإرادية كضعف الحركة وتحسين مشكلاتها.
  • العلاج الطبيعي: يساعد العلاج الطبيعي في تحسين أعراض مرض الشلل الرعاش التي قد تظهر على المصاب، وهو عبارة عن مجموعة من التمارين الرياضية من قبيل المشي والسباحة التي تساعد على تحسين قدرة المريض على التحرك، كما تزيد من قوة عضلاته كذلك، إلى جانب تفادي خطر تطور المرض ومضاعفاته، مما يعطي شعوراً بالثقة بالنفس وتحسين التوازن.

الشلل الرعاش: هل له أية مضاعفات؟

إن إهمال هذا المرض والتغافل عن علاجه في مراحله الأولى قد يؤدي بالمصاب به إلى ظهور أعراض مضاعفاته التي تتمثل في:

  • حصول مشاكل واضطرابات في النوم؛ بحيث تتواجد هناك إحتمالية أن يعاني المصابون بهذا المرض من هذه الإضطرابات في سلوك النوم الخاص بهم، في حين يمكن لبعض الأدوية أن تساعد في تحسين هذه الإضطرابات.
  • مواجهة بسيطة على مستوى التفكير والإدراك والفهم.
  • حصول تغيرات حسية عاطفية من قبيل القلق والخوف والأرق والإكتئاب كذلك التي يمكن علاجها بأدوية معينة.
  • مواجهة صعوبات في القدرة على السيطرة على البول والتبرزعلى السواء وذلك بسبب إضطرابات الجهاز الهضمي.
  • تؤدي مضاعفات الشلل الرعاش كذلك إلى حدوث تغيرات على مستوى ضغط الدم الذي يُحدثه الإنخفاض أو الإرتفاع المفاجئ.
  • مواجهة صعوبات في عمليتي المضغ والبلع مع تفاقم الحالة المرضية؛ بحيث يؤثر المرض على عضلات الفم، الشيء الذي يستصعب كلتا العمليتين.

وفي الختام…

بما أن الشلل الرعاش مرض غير معروف سببه الرئيسي إلى الآن، إلا أنه يُنصح بتبني نمط حياة صحي من أجل تقليل فرصة الإصابة بهذا المرض أو تأخيره، إلى جانب المواظبة على التمارين الرياضية التي تساعد على تحسين القدرة الحركية وتزيد من قوة العضلات كذلك.
أما في حالة ما ظهرت تغيرات غير طبيعية في الجسم أو إحدى الأعراض المذكورة سلفاً، فيُنصح بطلب المساعدة الطبية من طبيب اختصاصي في الجهاز العصبي.

المراجع:

https://www.moh.gov.sa/awarenessplateform/VariousTopics/Documents/ParkinsonsDisease.pdf

https://www.docspert.com/blog/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%84%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%A7%D8%B4/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed