السكتة الدماغية هي خطر قد نقابله في الواقع الكثير من المرات وقد لا ندرك المصابين بها وإن كانوا حولنا إلا بعد فوات الأوان، هي حالة طوارئ طبية تتمثل في موت خلايا المخ نتيجة لتوقف أو تعرقل (الجلطة او النزيف) تدفق الدم بما يحمل من أكسجين ومواد التغذية الحيوية إلى أحد أجزاءه مما يؤدي إلى موت خلايا ذلك الجزء في دقائق معدودة، إذاً فسرعة الاستجابة هي العامل الأكثر تأثيراً في إنقاذ الشخص المصاب حيث يمكن أن يتسبب العلاج الفوري لها في تقليل الأضرار الواقعة على المخ ومنع المضاعفات المتوقعة ما بعد حدوثها. ما سوف نتناوله في هذا المقال هو تعريف السكتة الدماغية، أنواعها، أعراضها، أسبابها، وعلاجها.

النقاط الأساسية:

  • ما هي أعراض السكتة الدماغية؟
  • ما هي أعراض الجلطة الدماغية قبل حدوثها؟
  • أنواع السكتة الدماغية وأسبابها.
  • هل السكتة الدماغية تسبب الوفاة؟
  • علاج السكتة الدماغية

ما هي أعراض السكتة الدماغية؟

بعدما تعرفنا على مفهومها، سوف نتحدث الآن عن أعراض السكتة الدماغية، ومنها بعض العلامات المبكرة والتي قد تساهم بشكل مباشر في التشخيص المبكر وبالتالي سرعة التعامل معها مما قد يحد من الأضرار الواقعة على المخ، ومنها:

  1. مواجهة صعوبة في المشي: عندما يصاب شخص ما بسكتة بدماغية فإنه قد يشعر بفقدان توازنه (دوخة)، يتعثر أثناء المشي، يفقد بعض من قدراته في التنسيق بين الحواس مثل الكلام والحركة.
  2. صعوبة التحدث: من الأعراض أن يصبح كلام الشخص المصاب متثاقلاً أو حتى يفقد القدرة عن التعبير واختيار الكلمات المناسبة لوصف ما يدور بذهنه مما يسمى بالحُبسة أو فقدان اللغة، ولهذا العرض تحديداً اختبار يقوم به الأطباء وهو جعل الشخص محاولة تكرار جملة سهلة، وإن لم يستطع فعل ذلك فمن المحتمل أن يكون مصاباً بالسكتة الدماغية.
  3. شلل أو خدر جانب واحد من الجسم: أيضاً هو من العلامات المبكرة للسكتة الدماغية وذلك حين يشعر الشخص بفقدان للشعور في جانب واحد من جسمه أو كما يعرف بالشلل النصفي، وإذا أردت اختباراً بسيطاً لهذا العرض فقم برفع ذراعيك فوق رأسك في نفس الوقت، إذا بدأت إحداهما بالهبوط فقد تكون مصاباً بسكتة دماغية.
  4. الصعوبة في الرؤية: أحد أكثر الأعراض وضوحاً بالنسبة للشخص المصاب، هو تشوش الرؤية بشكل مفاجئ، فقدان الرؤية للحظات، أو حتى ازدواج الرؤية.
  5. الصداع: كلما كان الصداع مفاجئ وغير محتمل، آلام في الوجه أو بين العينين، تقيؤ مفاجئ، أو تغييرات في الحالة الإدراكية بشكل عام و هذه أعراض عامة للصداع و لا يستطيع الجزم بيها على وجود جلطة.
  6. الجلطة الدماغية العابرة: هي تعثر مؤقت في وصول الدم إلى جزء واحد من الدماغ، وهي العرض الأكثر شيوعاً بين المصابين بالسكتة الدماغية، وحدوثها لشخص معين هو مؤشر لأن هذا الشخص معرض للإصابة بسكتة دماغية قوية.
  7. التثاؤب: فى بعض الاحيان القليلة

ما هي أعراض الجلطة الدماغية قبل حدوثها؟

أيضاً للجلطة الدماغية أنواع ومؤشرات نكتشف بها أن الشخص قد يكون مصاباً بجلطة الدماغ، وبما أن الجلطة الدماغية هي أحد أكثر مسببات السكتة الدماغية شيوعاً فإن أعراض جلطة الدماغ، أسباب جلطة الدماغ، وعلاج جلطة الدماغ يشبهون كثيراً نظائرهم للسكتة الدماغية، ولكنها تنقسم لنوعان:

  • الجلطة الدماغية العابرة: كما تم تعريفها كمسبب في السكتة الدماغية فهي نقص في وصول الدم إلى جزء من أجزاء الدماغ.
  • الجلطة الدماغية الخفيفة: هي لا تختلف كثيراً في تعريفها أو اعراضها عن جلطة المخ، إلا في مدة دوام الأعراض فكونها خفيفة يجعل تلك المدة أقل من مدة أعراض جلطة المخ، ولكن لها نفس أسباب جلطة المخ، وأيضاً نفس علاج جلطة المخ.

أيضاً موقع الجلطة في المخ يؤثر بشكل مباشر في أعراضها، وتنقسم الجلطة طبقاً للمنشأ في المخ لنوعين هما الجلطة الدماغية في الجانب الأيسر، والجلطة الدماغية في الجانب الأيمن، فكما نعلم أن الجانب الأيسر من المخ يتحكم في الأطراف اليمنى من الجسد و العكس صحيح، فإن حدوثها إحداهما يؤدي إلى ضعف أطراف الجانب الآخر من الجسد، و قد يسبب تيبس و تقلص العضلات، و عليه فإن الإصابة بها تتطلب شوطاً من العلاج الطبيعي بعد التعافي من الجلطة نفسها.

أسباب السكتة الدماغية وأنواعها؟

بعدما عرفنا أن السكتة في الأصل هي نتيجة لخلل في كمية الدم المتدفق للمخ، فإن التعرف على أسباب السكتة الدماغية لا يقل أبداً في الأهمية عن معرفة أعراضها، لذلك فإننا سنناقش فيما يلي الأسباب بالتفصيل:

تنقسم السكتة الدماغية بشكل رئيسي إلى نوعين ولكل منهم مسبباته:

  1.  السكتة الدماغية الإقفارية

    (فقر الدم فى المخ و ليس مرض الاينميا) وهو النوع الأكثر انتشاراً ويمثل ما يقرب من 80% من حالات السكتة الدماغية، وينتج عن النقص في كمية الدم المتدفقة إلى المخ نتيجة لضيق شرايين الدماغ أو انسدادها تماماً، مما يؤدي إلى ما يسمى طبياً بنقص التروية ومن ثم يمنع إمداد المخ بالأكسجين، ومواد التغذية اللازمة فتموت خلايا المخ في دقائق محدودة، ويندرج تحت ذلك النوع الرئيسي أنواع فرعية منها:

  2. سكتة دماغية خثارية

    ويحدث هذا النوع من الجلطة الإقفارية حين تتكون جلطة في واحد من الشرايين الأساسية والمسؤولة عن توصيل الدم إلى المخ، وفي الغالب تتكون تلك الجلطات في المناطق التي قد تعرضت للضرر كنتيجة لمرض تصلب الشرايين، وتحدث هذه العملية في شرياني من شرياني الرأس ومكانهما في مؤخرة العنق، أو الشرايين الأخرى الموجودة في منطقتي الرقبة والدماغ.

  3. السكتة الدماغية النزفية

وهي حين يحدث نزيف أو تمزق في أحد الأوعية الدموية في المخ، و من مسبباته هي بعض الحالات الطبية المؤثرة على تلك الأوعية الدموية كفرط ضغط الدم غير المعالج، و هناك أيضاً سبب آخر ولكنه أقل انتشاراً وهو تمزق الأوعية الدموية ويتلخص في رقة جدران بعض الأوعية الدموية وبالتالي تمزقها بسهولة، ومن السكتة الدماغية النزفية نوعان:

 

  • نزيف داخل المخ: هو ما يحدث عند انفجار أحد الأوعية الدموية المخ مما يؤدي إلى تدفق الدم لخلايا المخ حوله فتتضرر خلايا المخ، ويحجب الدم عن الخلايا الواقعة خلف التسرب فتتضرر بدورها أيضاً.
  • نزف تحت العنكبوتية: هو حدوث نزيف في واحد من الشرايين الكبيرة أو في منطقة سطح المخ مما يؤدي إلى تدفق الدم إلى المنطقة التى تقع بين الجمجمة والمخ.

هل السكتة الدماغية تسبب الوفاة؟

عادة ما يصطحب اسم ” السكتة الدماغية ” بالوفاة، ولكنه ليس شرطاً قائماً في كل الحالات، فذلك يتوقف على عدة عوامل مثل كيفية تأثر مخ الشخص المصاب بالسكتة طبقاً لقوتها، موقعها وسرعة تلقي العلاج المناسب فور وقوعها، فكما تحدثنا أنها عبارة عن نقص أو انقطاع الدم بما يحمل من الأكسجين ومواد التغذية، فكلما انقطع الأكسجين عن خلايا المخ تبدأ بالموت في خلال دقائق معدودة.

علاج السكتة الدماغية:

العامل الحاسم في هذه النقطة هو التوجه للإسعاف الطبي على الفور بعد حدوث سكتة دماغية، ولكن العلاج يختلف طبقاً لنوع السكتة حيث أغلب الابحاث العلمية تؤكد على تحسن جذرى فى حالات الجلطة عند بداية العلاج قبل مرور 6 ساعات من حدوث الجلطة:

السكتة الدماغية الإقفارية:

إلى جانب تزويد المخ بالدم على الفور، يقوم الأطباء بإعطاء أدوية تحث على تخثر الدم بشكل أسرع قد يصل لثلاث ساعات منذ لحظة حدوث السكتة، فالاستجابة السريعة للحالة تزيد من فرص البقاء على قيد الحياة وأيضاً تقلل من أضرار المضاعفات التي تنجم عنها، لذلك فإن الطبيب قد يلجأ للتدخل الجراحي فيقوم بفتح الشريان الضيق أو المسدود والذي قد تسبب في جلطة الدماغ وتركيب دعامة شبكية مرنة.

السكتة الدماغية النزفية:
الإجراءات الأكثر شيوعاً في علاجها هي التدخل الجراحي فى حالة زيادة حجم النزيف تقريبا عن 50 سم3.

إذاً، وقد حاولنا في هذه المقالة تغطية كل ما هو هام عن السكتة الدماغية من أعراضها، أسبابها، وعلاجها نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم جميع الإجابات على أسألتكم الشائعة وكل ما تريدون معرفته وحرصنا على تقديم الإجابات الوافية والشاملة عن كل ما يخص تلك الحالة الطبية المعقدة والخطيرة.

 

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed