اضطراب الحركة بفعل مرض الباركنسون .. تعرف على أعراض هذا المرض وأسبابه وطرق علاجه
كثيراً ما تؤثر اضطرابات الحركة على جودة حياة المريض وحريته لما يستلزمه الجسم من الحاجة والقدرة على التحكم بكل حركاته عن طريق الاتصال بين المخ والحبل الشوكي والعضلات.
إلا أن هذه الاضطرابات تنجُم عنها اختلالات تصيب وظيفة المخ وعمله وتؤدي إلى ظهور حركات لا إرادية، خفيفة كانت أو شديدة قادرة على إعاقة قدرة المريض على القيام بمهامه اليومية.
فما هو مرض الباركنسون وما مفهومه؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إلى نشأة هذا المرض؟ وما هي بوادره وأعراضه؟ وهل يمكن أن يتم علاجه أم لا؟.
ما هو مرض الباركنسون؟
يصيب مرض الباركنسون الجهاز العصبي المركزي بما في ذلك المخ والنخاع الشوكي، بحيث يؤثر على حركة جسم الإنسان وأفعاله، إلى أن يفقد الشخص قدرته على التحكم الكامل في حركات جسمه. وتبدأ أعراض هذا المرض بالظهور تدريجياً مع وجود اختلاف من شخص لآخر؛ بحيث تبدأ أحياناً برجفة تكاد تكون غير محسوسة وغير مرئيّة في إحدى اليدين، ثم تبدأ بعد ذلك بالتفاقم مع مرور الوقت لتشمل التيبس، بطء الحركة، عدم التوازن وغيرها.
حسب مجموعة مايو كلينيك الطبية، من الممكن أن تظهر على وجه الشخص المصاب بهذا المرض بعض التعبيرات الطفيفة في مراحله المبكرة؛ أو قد لا تظهر على الإطلاق، كما يُحتمل أن لا تصيب الذراع الرجفة، أو أن يصبح النطق ضعيفًا أو غير واضح لدى المريض؛ فكلما مرّ الوقت، كلما ازدادت الأعراض بالتفاقم بشكل أسوء.
مرض الباركنسون: أسباب نشأة هذا المرض
نسبة للمجموعة الطبية نفسها، يمكن لهذا المرض أن يؤدي بمصابيه إلى ضعف أو موت خلايا عصبية معينة في المخ. ففي كثير من الأعراض، يرجع السبب إلى فقدان الخلايا العصبية التي تقوم بإنتاج الناقل العصبي في المخ المُسمَّى بـ “الدوبامين”، بحيث أن انخفاض مستويات هذا الناقل العصبي يتسبب في اختلال نشاط المخ الذي يؤدي بدوره إلى حدوث خلل في الحركة.
لحدّ الآن، لم يتوصّـل الباحثين بشكل مؤكد إلى السبب الأول والأساس الذي من شأنه ظهور مرض الباركنسون لدى الشخص المصاب، إلا أن ثمة عدة عوامل تؤدي دورًا في ذلك، وتشمل هذه العوامل:
العوامل الوراثية والجينية
يُرجح أن الإصابة بهذا المرض تعود إلى إصابة قريب أو أكثر في العائلة به، رغماً أن هذا الاحتمال لا يزيد عن 5%، فقد تعرّف الباحثين على طفرات جينية محدّدة من المحتمل أن تتسبّب في الإصابة بهذا المرض.
التعرض للعوامل البيئية
من الممكن أن يسبب التعرّض المتواصل للعوامل البيئية من مبيدات حشريّة ومواد قتل الأعشاب وغيرها من العوامل البيئية لخطر الإصابة بهذا المرض؛ إلا أن الخطر قليل نسبيًّا.
نقص في الدوبامين
يؤدي انخفاض مستوى الدوبامين في الجسم إلى ظهور أعراض وبوادر هذا الداء على الشخص. فالدوبامين عبارة عن مادة كيميائية تتواجد بشكل فطري طبيعي في جسم الإنسان، بحيث أنها تشرف عن إرسال ونقل الإشارات بين الجسم والمخ، ولها وظيفة ودور هامّين في التحكّم بحركات الجسم واستجاباته.
اقرأ ايضاً: اعراض العصب السابع
أعراض مرض الباركنسون
قد تختلف أعراض مرض الباركنسون من شخص لآخر، كما يمكن أن تكون مؤشرات هذا المرض المبكرة طفيفة تكاد تكون ملاحظتها منعدمة، وتشمل الأعراض الشائعة لهذا المرض التالي:
الرعاش والرجفة
عادةً ما يبدأ الرعاش في أحد الأطراف في الغالب ما تكون اليد أو الأصابع، حيث تصبح الحركة نوعاً ما متيبّسة وضعيفة تستصعب القيام بالمهام البسيطة اليومية وتجعل مهلة القيام بها أطول، كما يمكن لهذه الرجفة أن تصيب اليدين -أو يد واحدة- حين تكون في حالة ارتخاء.
بطء الحركة
قد يؤدي هذا المرض بعد مرور الوقت إلى إبطاء حركة جسم المصاب وعرقلة القيام بمهامه اليومة بشكل طبيعي. فمن الممكن أن يحصل تصلّب في العضلات تحد من نطاق الحركة، إلى جانب العجز عن اتخاذ الوضعيات المناسبة للجسم وبالتالي مواجهة مشكلات في توازنه، بالإضافة إلى فقدان وتقلص التلقائية والعفوية من حيث الحركات.
تيبّس العضلات
يمكن لتيبس العضلات أن يحصل في أي جزء من جسم المصاب بهذا المرض، بحيث يمكن لهذا التيبس أن يقيّد ويحدّ من نطاق حركة الجسم، كما يمكن أن يكون مصحوباً بألم شديد.
فقدان التلقائية والعفوية في الحركات
تظهر الحركات اللاإرادية والتلقائية لدى المصابين بهذا المرض؛ مرض الباركنسون بوتيرة أقل تكاد تكون منعدمة. رمشة العين، تحريك اليدين، المشي وغيرها، كلها حركات لا إرادية تعتبر جزء لا يتجزأ من جسم الإنسان العادي الطبيعي، إلا أنها تتقلص لدى المصابين بهذا المرض وتأثر على قدرتهم على أداءها بنسبة كبيرة.
تغيرات في الكلام
يمكن لهذا المرض أن يؤثر على مستوى الصوت فى الكلام المصاب به بنسبة كبيرة. فمن الممكن أن يعاني المريض من صعوبة في الكلام، بحيث يمكن أن يتحدث بسرعة أو ببطء أو يتمتم / يتلعثم أثناء الحديث. كما يمكن أن يصبح كلامه أقل ليونة / أحادي النبرة يبتلع جزء من الكلمات بين الفينة والأخرى.
اقرأ ايضاً: اسباب الصداع النصفي
تشخيص مرض الباركنسون
لحد الآن، لم يتوصّل الباحثين إلى فحص محدد لهذا المرض. فحسب مجموعة مايو كلينيك الطبية، يمكن أن يتم التشخيص من طرف طبيب خاص بالجهاز العصبي (طبيب الأعصاب) بناءاً على التاريخ الطبي للمريض، بالإضافة إلى استعراض بوادر المرض والأعراض التي ظهرت عليه، ثم الفحص العصبي والجسدي.
يمكن للطبيب أيضاً أن يشخص إصابة المريض بهذا المرض من خلال طلب إجراء فحوصات تصويرية ميغناطيسية للمخ وكذا فحوصات مختبرية كتحاليل الدم، وذلك من أجل استبعاد احتمالية وجود اضطرابات ومشاكل أخرى، نظراً لوجود أمراضا أخرى لها أعراض كأعراض مرض الباركنسون.
علاج مرض الباركنسون… هل ممكن؟
لحدّ الآن، لم يتم إيجاد علاج جذرى وفعال لهذا المرض، إلا أن هناك طرق تساعد في السيطرة على أعراض هذا المرض وتخفيف حدتها بشكل كبير، ومنها التالي:
العلاج بالأدوية
تساعد الأدوية التي توصف للمصاب بهذا المرض من التغلب على عجز المشيء والسيطرة على الرعشة والإرتجاف، بحيث أنها تزيد من إفراز ورفع مستوى الدوبامين في المخ.
العلاج بالجراحة
هناك بعض الحالات التي يتم فيها اللجوء لإجراء عمليات جراحية على مستوى المخ، ويسمى هذا بالتحفيز العميق للمخ. ويتم خلال هذه العملية بإجراء عملية زرع لأقطاب كهربائية موصولة بجهاز يعمل على نقل نبضات كهربائية في عمق المخ، بحيث تساعد هذه النبضات في السيطرة على الأعراض التي يصدرها هذا المرض. أو بالكى الحرارى لبعض الخلايا المسببة فى هذا المرض.
وفي الختام…
يعرف مرض الباركنسون بتقييده لحياة المصاب به والحد من حرية تحركاته. لذلك، ينصح أن يقوم الشخص الذي ظهرت عليه بعض بوادر وأعراض هذا المرض بتشخيص حالته لدى الطبيب الخاص بالأعصاب قبل أن تتفاقم حالته بشكل أسوء.
ينصح كذلك باتباع حمية غذائية بها أطعمة صحية من شأنها علاج بعض أعراض هذا المرض كالإمساك، وكذا ممارسة الرياضة بانتظام التي ممكن أن تساعد المصاب بهذا المرض على تعزيز قوة ومرونة وتوازن جسمه.
المراجع
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/parkinsons-disease/symptoms-causes/syc-20376055
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/parkinsons-disease/diagnosis-treatment/drc-20376062