اسباب كثرة النوم
تعتبر النوم أحد الاحتياجات الأساسية لجسم الإنسان، حيث يساهم في استعادة الطاقة وتجديد الخلايا. ومع ذلك، يمكن أن تواجه بعض الأشخاص مشكلة في كثرة النوم. إن كثرة النوم قد تكون مشكلة مزعجة وتؤثر على الحياة اليومية للأفراد.
في هذه المقالة، سنتحدث عن كثرة النوم، أسبابها وتأثيرها على الصحة، وكيفية التعامل معها.
كثرة النوم
كثرة النوم تعني الحاجة إلى ساعات نوم أكثر مما يعتبر طبيعيًا للفرد. بينما يحتاج البالغون عادةً إلى حوالي 7-9 ساعات من النوم في الليل، قد يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من كثرة النوم رغبة في النوم لفترات أطول وبشكل متكرر.
أسباب كثرة النوم
هناك عدة أسباب محتملة لكثرة النوم، ومنها:
- عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد يؤدي إلى زيادة النعاس وكثرة النوم. فالنشاط البدني المنتظم يساعد على تنشيط الجسم والحفاظ على الطاقة اللازمة لليقظة.
- يعاني الكثير من الأشخاص من التوتر والقلق، وهو ما قد يؤدي إلى كثرة النوم. الضغوط النفسية والعقلية يمكن أن تؤثر على نوعية النوم وتزيد من الحاجة لفترات نوم أطول.
- بعض الأمراض والحالات الصحية يمكن أن تسبب كثرة النوم. على سبيل المثال، اضطرابات الغدة الدرقية، انخفاض مستويات الحديد، ارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب قد يكون لها تأثير على نمط النوم.
الساعات التي يحتاجها الجسم من النوم حسب العمر
- الرضع (0-3 أشهر): يحتاجون إلى نوم يتراوح بين 14-17 ساعة في اليوم، وقد يكون النوم متقطعًا ولا يتجاوز 4-5 ساعات متصلة في فترة واحدة.
- الأطفال الرضع (4-11 أشهر): يحتاجون إلى نوم يتراوح بين 12-15 ساعة في اليوم، وقد يبدأون بالنوم لفترات أطول في الليل ويتقلص عدد النومات القصيرة في النهار.
- الأطفال الصغار (1-2 سنة): يحتاجون إلى نوم يتراوح بين 11-14 ساعة في اليوم، وقد يشمل ذلك فترة نوم قصيرة في النهار.
- الأطفال الصغار (3-5 سنوات): يحتاجون إلى نوم يتراوح بين 10-13 ساعة في اليوم، وقد يتقلص النوم النهاري في هذه المرحلة.
- الأطفال في سن المدرسة (6-13 سنة): يحتاجون إلى نوم يتراوح بين 9-11 ساعة في اليوم.
- المراهقون (14-17 سنة): يحتاجون إلى نوم يتراوح بين 8-10 ساعات في اليوم.
- البالغون (18-64 سنة): يحتاجون إلى نوم يتراوح بين 7-9 ساعات في اليوم.
- كبار السن (65 سنة وما فوق): يحتاجون إلى النوم لساعات موزعة على مدار اليوم
ما هي الامراض التي تسبب النعاس؟
هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تسبب النعاس، وفيما يلي بعض الأمثلة على هذه الأمراض:
- فقر الدم: يعتبر فقر الدم نتيجة لنقص الهيموغلوبين في الدم، ويتسبب في تعب وضعف عام، مما يزيد من الشعور بالنعاس.
- اضطرابات النوم: مثل الأرق واضطرابات التنفس أثناء النوم، مثل انقطاع التنفس الانسدادي النومي والتهاب الشعب الهوائية النومي، قد يؤديان إلى عدم الحصول على كمية كافية من النوم الجيد، مما يسبب النعاس الزائد في النهار.
- اضطرابات الغدة الدرقية: عندما تنتج الغدة الدرقية كمية غير طبيعية من الهرمونات، فإنها يمكن أن تؤثر على وظيفة الجسم بشكل عام وتسبب النعاس الزائد.
- متلازمة التعب المزمن: هو اضطراب يتميز بالتعب المستمر والشديد الذي يمكن أن يؤثر على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية، والنعاس هو أحد الأعراض المشتركة لهذا المرض.
- الاكتئاب: يمكن أن يسبب الاكتئاب النعاس الزائد، حيث يكون الشخص عديم الرغبة في القيام بأي نشاط ويشعر بالتعب الشديد.
- الأمراض المزمنة: مثل مرض السكري وأمراض الكلى وأمراض القلب، قد يتسببون في الشعور بالتعب والنعاس بسبب تأثيرها السلبي على وظائف الجسم.
يجب الإشارة إلى أن هذه المجرد أمثلة، وإذا كنت تعاني من النعاس المستمر أو الاضطرابات الصحية، فمن الأفضل استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب للحالة.
تأثير كثرة النوم على الصحة
كثرة النوم يمكن أن تؤثر على الصحة بعدة طرق، ومنها:
الكسل والإنتاجية المنخفضة
عندما يكون الشخص يعاني من كثرة النوم، فقد يشعر بالكسل وعدم القدرة على القيام بالأعمال اليومية بشكل فعال. قد يؤدي ذلك إلى انخفاض الإنتاجية والأداء في العمل أو الدراسة.
زيادة الوزن
قد يكون هناك علاقة بين كثرة النوم وزيادة الوزن. بعض الدراسات أشارت إلى أن الأشخاص الذين ينامون لفترات طويلة قد يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن والسمنة.
المشاكل العقلية
يمكن أن يزيد النوم الزائد من خطر الإصابة ببعض المشاكل العقلية مثل الاكتئاب والقلق. قد يكون لكثرة النوم تأثير سلبي على الحالة المزاجية والصحة العقلية بشكل عام.
سبب كثرة النوم عند النساء
هناك عدة أسباب محتملة لكثرة النوم عند النساء. من أبرز هذه الأسباب:
- تلعب الهرمونات دورًا هامًا في تنظيم النوم. قد يتأثر التوازن الهرموني لدى النساء خلال فترات معينة مثل فترة الحمل والولادة، وما بعد الولادة، والاضطرابات الهرمونية مثل اضطرابات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى زيادة النعاس وكثرة النوم.
- قد يكون لدى النساء نقص في مستويات الحديد في الجسم بسبب فقر الدم أو فقر الدم الناجم عن نقص الحديد. قد يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من الشعور بالتعب المستمر والنعاس الزائد.
- الاكتئاب والقلق والإجهاد النفسي قد يسببان زيادة النوم لدى النساء. هذه الحالات النفسية قد تؤثر على جودة النوم وتجعل الشخص يشعر بالتعب الزائد والحاجة المستمرة للنوم.
- يمكن أن تعاني النساء من اضطرابات النوم مثل الأرق أو فقدان النوم الكامل، وعلى الجانب الآخر قد يعانين من اضطرابات النوم التي تؤدي إلى زيادة النعاس والحاجة الملحة للنوم، مثل اضطرابات النوم النهاري والأرق النومي.
- قد يكون للتغذية دور في مستويات النشاط والنوم. تناول الطعام غير الصحي وعدم تناول الوجبات المتوازنة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالتعب والنوم الزائد.
إقرأ أيضاً: عرق النسا (التهاب العصب الوركي) الأسباب، والأعراض، والألم
طرق تشخيص اضطرابات النوم
هناك عدة طرق لتشخيص اضطرابات النوم. وفيما يلي بعض الطرق الشائعة المستخدمة:
- سجلات النوم: يمكن أن تساعد سجلات النوم في تحديد أنماط النوم والاضطرابات المحتملة. يُطلب منك تسجيل سلوكك أثناء النوم والاستيقاظ، بما في ذلك وقت النوم والاستيقاظ وعدد المرات التي تستيقظ فيها خلال الليل. يمكنك استخدام مفتاح زمني أو جهاز تتبع النوم لتسجيل هذه المعلومات.
- اختبار البوليسومنوغرافيا: يتم إجراء هذا الاختبار في المستشفى أو مركز النوم. يُوصى به لتشخيص العديد من اضطرابات النوم مثل فرط النعاس النهاري والأرق وتشنج الساق الليلي. يتم تسجيل عدد من القياسات أثناء النوم مثل نشاط المخ والقلب والتنفس وحركات العين.
- اختبارات تصوير النوم: تشمل اختبارات تصوير النوم استخدام التصوير الطبقي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للتحقق من وجود أي مشاكل تشريحية تؤثر على النوم مثل تضيق المجاري التنفسية أو وجود ورم.
- اختبارات الأجهزة المحمولة: يمكن استخدام أجهزة محمولة لرصد نشاط النوم في المنزل. تشتمل هذه الأجهزة على أجهزة مثل سوارات اللياقة والساعات الذكية التي تتتبع نمط النوم وحركات الجسم أثناء الليل.
- استشارة أخصائي النوم: يمكن أن يساعد استشارة أخصائي النوم في تقييم الأعراض والتاريخ الطبي وإجراء فحص بدني.
مهما كانت الطريقة المستخدمة لتشخيص اضطرابات النوم، فإنه من المهم استشارة الأطباء المؤهلين في هذا المجال للحصول على تقييم دقيق وتوجيهات العلاج المناسب.
كيفية التعامل مع كثرة النوم
إليك بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتعامل مع كثرة النوم:
- حاول أن تحافظ على جدول نوم منتظم، حيث تذهب للنوم وتستيقظ في نفس الأوقات يوميًا. ضبط الجسم على نمط نوم منتظم يمكن أن يساعد في تقليل كثرة النوم.
- قم بممارسة التمارين الرياضية بانتظام. يمكن للنشاط البدني المنتظم أن يساعد في زيادة الطاقة وتقليل النعاس الزائد.
- تأكد من الحفاظ على نمط حياة صحي بشكل عام. تناول وجبات غذائية متوازنة، واشرب الكمية المناسبة من الماء، وتجنب التوتر والقلق الزائد.
لذلك إذا كنت تعاني من كثرة النوم المستمرة وتشعر بالقلق بشأنها، يفضل أن تستشير الطبيب. الطبيب سيتمكن من تقييم حالتك وتحديد الأسباب المحتملة ووضع خطة علاجية مناسبة.
إقرأ أيضاً: أهمية النوم الجيد وعلاقته بالمخ والأعصاب
تلخيصاً لما سبق يعد كثرة النوم حالة تتسبب في اضطراب الحالة الصحية. تشمل الأعراض الشائعة على ضعف وخمول وتعب عام، من بين الأسباب البيولوجية المحتملة لكثرة النوم هي الاضطرابات الهرمونية، مثل اضطرابات الغدة الدرقية واضطرابات نشاط الغدة الكظرية،
والتي قد تؤثر على الطاقة والتنظيم الطبيعي للجسم. كما يمكن أن تكون هناك أمراض أخرى مرتبطة بالنوم مثل اضطرابات التنفس أثناء النوم واضطرابات النوم السلوكية. لذلك قد يتطلب تشخيص أعراض وأسباب كثرة النوم بالفحوص العصبية والأشعة التصويرية بمركز المخ والأعصاب لـ أ.دأسامة الغنام
تشمل خيارات العلاج الطبيعي والتمارين والعلاج الدوائي والعلاج الجراحي. يمكن اتباع تغييرات في أسلوب الحياة للوقاية من مضاعفات كثرة النوم. إذا كنت تعاني من أعراض كثرة النوم، ينصح بزيارة مركز المخ والأعصاب لـ أ.دأسامة الغنام لتقييم حالتك وتلقي العلاج المناسب.